السبت، 10 ديسمبر 2011

المقدمة :
يشهد العالم تحولات وتغيرات كثيرة في تركيب المجتمعات والمنظمات . تمثلت في النمو الإقتصادي السريع , والتسارع التكنولوجي الهائل والخصخصة وهذه التغيرات لم تحدث نتيجة لزيادة رأس المال بل بالدرجة الاولى من خلال القوى البشرية العاملة في هذه المنظمات .
فالعنصر البشرى المؤهل والمدرب والكف‘ هو أهم عناصر الإنتاج .
ومن هنا ينظر إلي القيادة التربوية علي أنها عملية توصية مجموعة من الأفراد للقيام بأعمال تجد أهداف القائد .
ومن خلال أهداف القائد فإن أسس القيادة التربوية هي الإلتزام بتلبية إحتياجات المدرسة كمؤسس وهذا يحدث من خلال خدمة أهدافها وخدمة العاملين فيها الذين يعملون فيها لتجسيد هذه الأهداف . ومن هنا فإن القيادة هي محور العملية الإدارية , وتتضح أهميتها من خلال كونها تؤدي دوراً فاعلاً في في كل جوانب العملية الإدارية لتجعلها أكثر فاعلية في تحقيق أهدافها .
وتعتبر القيادة الادارة الرئيسة التي من خلالها تستطيع المؤسسات تحقيق أهدافها وهي القادرة علي التنسيق بين العناصر المختلفة . ومن خلال ماسبق يتضح أن للقيادة دوراً هاماٌ في الأدارة وهذا الدور يبرز في الجانب الانساني أكثر منه في الجوانب الاخري . وتعمل القياة علي تحقيق التكامل بين الجوانب التنظيمية والانسانية والاجتماعية للعملية الإدراية .
وإذا نظرنا بعين جادة فإننا نجد أن القيادة لا يمكن أن تزدهر في فراغ حيث أكدت جميع نظريات القيادة الحديثة أن القيادة الفعالة هي أنتاج تفاعل القائد مع التابعين حيث يحتل القائد دوراً رئيساٌ في مسئولية عن انتاج الأفراد العاملين معه .
ومن هنا نجد أن القائد يقع علي عاتقه مسئولية تحقيق أداء يتسم بالكفاءة والفعالية وذلك بأقصي طاقة ممكنة وأقل تكلفة ممكنة .
ومن هنا نستطيع أن نؤكد أهمية دراسة الأنماط القيادة حيث أنها تشكل الأسلوب والطريقة التي يتعامل بها القائد مع مرؤوسيه حيث يعتبر النمط القيادى العامل الأساس في نجاح المؤسسات أو فشلها بصورة عامة والمؤسسات التربوية بشكل خاص وذلك لم للقائد من دور حاسم في سلوك المعلمين وفي توفير الجو العلمي الفعال في المدرسة .
( علي أحمد , 1426 هـ / 2006 م )

مفهوم القيادة التربوية : -
تعتبر القيادة التربوية بمختلف مستوياتها ( العليا . الوسطي . الإشرافية ) هي الجهة المخططة والمشرفة والمنفذة لجميع العمليات والأنشطة التربوية .
والهدف منها هو تنظيم وتنسيق الجهود والفعاليات وصولاً ألي تحقيق الأهداف التي قد تم تحديدها مسبقاً في إستراتيجيات العمل وخططه .
( يوسف حسن , 1423 هـ )
ومن هنا نجد ان القيادة هي العنصر الإنساني الذي يربط أفراد الجماعة بعضهم مع بعض ويشجعهم علي تحقيق الأهداف المنشودة . حيث تعتبر العنصر الأساس والفعال والمؤثر في منظمة تعليمية وهي بدورها تنعكس علي فعاليتها .
( قاسم بن عائل 1425 هـ / 2004 م ) .
وإذا نظرنا الي القيادة فإننا نجد أنها لم تنبثق من نفسها ولكن الأساس لها هو التربية .
فالتربية هي الجانب الدينامي للفلسفة فهي الوسيلة العملية لتحقيق المثل العليا .
( عبدالفتاح محمد 2004 م )
أما عن مفهوم القيادة فنجد أن كثير من المنظرين في أدبيات الأدارة التعليمية عند تعرضهم لمفهوم القيادة حاولوا الخلط بينها وبين مفهوم الإدارة .
بالرغم من وضوح مفهوم القيادة وإنفصاله عن مفهوم الأدارة , ولكن بعض منهم ميز بين الإدارة والقيادة علي أساس أن الإدراة بالنسبة لرجل الأدارة التعليمية تعني الجوانب التنفيذية التي تهئ الأمكانات ( البشرية والمادية ) اللازمة للعملية التربوية .
أما القيادة فهي أكبر وأوسع وأشمل من ذلك حيث أنها تتطلب ممن يقوم بها أن يحقق فعالية أكبر وأرفع من حيث إدراك الغايات البعيدة والأهداف الكبري والتخطيط وهذا لايعني أن تربط القيادة بين نظرتها المستقبلية والتخطلط للأهداف والغايات ودورها الأساس ورسم إستراتيجيات السياسة وتنفيذها , هذا رأي احد المنظرين .
وهناك رأي آخر يري أن الإدارة تهتم بالحاضر أما القيادة فهي تهتم بالتغيير الإيجابي وحجتهم في ذلك أن رجل الإدارة يحافظ علي الوضع القائم وليس له أي دور في تغييره وذلك بسبب استخدامه للوسائل والأساليب القائمة بالفعل من أجل تحقيق الأهداف أو الأغراض المحددة في خطط العمل ومن هنا يميل أصحاب هذا الرأي إلي أن رجل الإدارة عنصر من عناصر الإتزان والأستقرار أما القيادة في منظورهم فهي تهتم وتركز علي عملية التغير في فعاليات التنظيم التربوي . ( يوسف حسن 1423هـ / 2002 م ) .
ونجد الإهتمام الشديد والواضح بمفهوم القيادة رغم اختلاف المنظرين إليها يرجع إلي أن النظام التربوي يعد أحد أهم الأنظمة الإجتماعية شأنه في ذلك شأن النظم الاجتماعية الاخري , كالنظام الاقتصادي والنظام الإعلامي والنظام السياسي وغيرها من النظم الاجتماعية .
وبسبب الثورة الهائلة التي تحدث في المجتمعات فإنه أصبح لزاماً علي المؤسسات التربوية تطوير القيادات التربوية والإهتمام بها ووضع مفهوم واضحاً لها . وذلك لما للقيادة من دور بالغ في العمل علي مواجهة متطلبات العصر الحديدي حيث نجد القيادة التربوية تسعي إلي تنظيم جهود العاملين التربوية وتنسيقها لتنمية الفرد تنمية شاملة في إطار إجتماعي متصل به وبذويه وبيته ( علي أحمد 1426 هـ / 2006 م ) . ولكي يتضح المعني العملي لمفهوم القيادة لابد أن نعرض له من خلال عدة مناحي منها علي سبيل المثال لا الحصر:
1 . المنحني السلوكي للقيادة :
الذي ينظر إلي القيادة علي أنها مجموعة السلوكيات والتصرفات والأفعال التي يمارسها القائد في الجماعة والتي تعد محصلة للتفاعل بين خصال شخصية القائد وأفراد الجماعة وخصائص المهمة النسق التنظيمي .
كما ينظر لها علي أنها السلوك المتبادل بين القائد وأفراد جماعته للتأثير في الأفراد وإقناعهم بقبول العمل وذلك للوصول إلي الغايات المرجوة والأهداف المنشودة .
وفي هذا المنحني لابد من ,
أ . المبادرة بتقديم الأفكار الجديدة حول الموضوع .
ب . تقديم الآراء والإقتراحات التي تساعد علي إيجاد الحل .
ج . التنسيق بين جهود العاملين .
د . توجيه أنشطة العاملين نحو المسار الصحيح .
هـ . تقويم جهود العاملين ومدي تحقيقها للأهداف المنشودة .
و. تنشيط عمل المجموعة بالوسائل المختلفة .
2 . المنحني الشخصي للقيادة
تعتمد القيادة في هذا المنحني علي الدور الاجتماعي والأساس الذي يقوم به فرد أثناء تفاعله وعلاقاته مع غيره من أفراد الجماعة ويتسم هذا الدور بأن من يقوم به لابد وان يكون له القدرة علي التأثر في الآخرين وتوجيه سلوكهم في سبيل بلوغ الهدف المنشود , ( قاسم بن عائل الحربي 1425 هـ / 2004 م ) ومعلوم دائماً أنه إذا كان للشئ أكثر من معني فإنه من الصعب الإقرار بمعني ورفض الآخر , فمثلاً هناك من يعتمد علي نظرية السمات في تعريف القيادة ومن يعتمد علي النظرية التوافقية ولكن رغم اختلاف وجهات النظر حول مفهوم القيادة نجد أن هناك عناصر أساسية لابد من وجودها حتي تكون هناك قيادة تربوية وهذه العناصر هي :
أ . عملية الإرشاد : وتكون من قبل القائد حيث يقوم باصدار التعليمات واقتراح الطرق والوسائل اللازمة لأداء العمل وشرح وتيسير ما يلزم عمله .
ب . عملية التأثير : من خلال ممارسات القائد مع مرؤوسيه ويقاس نجاح القائد بمدي مايحققه من تأثير في سلوك المرؤوسين .
ج . الأهداف المراد تحقيقها :
حيث يفوم القائد باختيار الأهداف ويعلون في تحقيقها وعن طريق تحقيق الأهداف ينشر القائد في مرؤوسيه روح التعاون والجماعة وحب الآخرين ومن خلال ماسبق يمكن الوصول إلي التعريف النهائي الشامل لمفهوم القيادة :
وهو أن القائد هو الشخص المسئول عن تخطيط مستقبل المؤسسة التعليمية من خلال موقعه الوظيفي في التنظيم وهو مسئول أيضاً عن توجيه مرؤوسيه والإشراف عليهم ومراقبة أدائهم والتأكد من أنه يتفق مع الأهداف المطلوب تحقيقها ومن خلال هذه المسئوليات فإن القائد يمارس وظيفة تنظيمية تتعلق بتوزيع العمل بين مرؤوسيه وتحديد مسئولياتهم وسلطاتهم ومحاسبتهم , ( يوسف حسن العارف 1423 هـ / 2002 م ) .
مراحل التطور في مجال القيادة التربوية
أولاً : القيادة التربوية في الفكر القديم
لقد بدأت مفاهيم التربية لدي الانسان علي كوكب الارض منذ بدايات الأنسان الأولي ولكنها بطبيعة الحال كان بدايات بسيطة مستمدة من واقع الفطرة التي فطر الناس عليها إلي أن أصبحت على ماهي عليه الآن من تطور وتقدم بسبب تقدم المجتمعات وظهور الثورة الهائلة في شتي المجالات .
وهذه الفترة التي يعتبرها الواحد منا فترة انقضت ولكنها مرت بعد سنوات عديدة وكانت رحلة شاقة طويلة استغرقت آلاف السنين ونحن لا نعلم عنها شئ كثير بسبب مرور الزمن .
ففي البداية كان الأنسان بدائي يعيش علي العشب والصيد ولكنه بدأ يتعلم تدريجياَ كيف يكيف نفسه مع المجتمع الذي يعيش فيه ومع البيئة المحيطة به .فتعلم معني التفاهم وذلك عن طريق اللغة المشتركة بين المجتمعات ولا سيما احتكاك الانسان بغيره يكسبه العديد من طريق التحدث والمفاهمة .
ومن هنا نجد ان نظام الاتصال والتراسل بين الناس من الأسس الفاعلة للتطلع إلي حياة أفضل .
وكانت الأسرة والأنبياء والرسل والفلاسفة هم قادة التربية . حيث جاءوا للتغير في أوضاع الناس ومفاهيمهم الخاطئة عن الكون والحياة للوصول الي المعرفة واكتساب العلم وقد مرت هذه المراحل مرحلة العصر الحجري القديم والحديث وما بينهما من مراحل . وقد كانت أهداف التربية في العصور السحيقة غير واضحة المعالم ولكنها كانت تركز علي تنمية التفكير الايجابي والنظرة المستقبلية لسعادته وسعادة الجماعة ورخائها في الأمور الحياتية ( المأكل والمشرب وحماية النفس ) كما كانت تركز علي نظام التوافق بين حياة الجماعة ( يوسف حسن 1423 هـ / 2002 م ) وبناء علي ماسبق نجد أن الفكر القديم عرف أنواع من القيادات مثل
أ . قيــادة الأســرة .
ففي العصور القديمة نجد أن الإنسان عاش حياة بدائية فقد كان كل همه هو لقمة العيش وتأمين الحاجات الضرورية له ولأسرته من مأكل وملبس ومشرب.
ونجد أن الإنطلاق الأول لفكرة التربية جاء من الأسرة فقد كانت بمثابة الخلية الأولي للمجتمع وعلي مدى عدة قرون لم تكن التربية ألا فرض خصائص الوالدين علي الأطفال ونقل تراثهم وعاداتهم إليهم وإتقان المهارات التي يتقنها الآباء فقد كان الذكور يقلدون آبائهم في الصيد وغيره ونجد أن الإناث كن يقلدن أمهاتهن من حياكة وطهي وتنظيف ألي غير ذلك من أمور البيت .
وكانت الأم والأب بمثابة القيادة التعليمية وكانت الدراسة تستلهم من الطبيعة الواسعة برنامجها ومناهجها وكانت قيادة الأسرة تنبع من الوالدين تجاه الأبناء وعندما بدأ الأنسان ينضم إلي جماعات بني جنسه حول الشواطئ وضفاف الأنهار وباستئناس الحيوان وتكون الجماعات البشرية استطاع ان يدخل أبواب التاريخ المدون بالتعاون مع غيره من أفراد الجماعة بما صنع من أفراد ومعدات ومبان بسيطة توفر له مزيداً من الأمن والرخاء بطريقة أسهل وأكثر منفعة وكفاية .
ب . قيــادة القبيــلة :
وبعد إحتكاك وإتصال الإنسان بغيره أصبح عضوا في جماعة لايستطيع أن ينعزل عنها والعيش بمفرده ومن هنا ظهرت قوة وأهمية القبيلة كسلطان أو قيادة تنظم أمور الحياة بصورها المختلفة ومن هذا التطور انتقلت قيادة التربية من الأبوين إلي القبيلة.
حيث نجد أن القبيلة أصبحت هي المحددة لما يجب ومالايجب لا فيما يتصل بالصغار وحدهم بل ما يتصل بالصغار والكبار معاً.
واصبح تركزي التربية منصبا علي الجانب العملي لإعداد الطفل للحياة العملية فهي:
إعداد للحياة وهي عملية تهدف إلي أن يعلم الكبار الصغار سبل العيش والسلوك في حياتهم البدائية ومعرفة وسائل الدفاع عن النفس وعن المجتمع الذي يعيشون فيه ومن هنا تطور الولاء والإنتماء من الأسرة الصغرى ( الأب والأم) إلي الأسرة الكبرى التي تعتبر الأسرة الصغرى مجرد عنصر من عناصرها.
ج. قيادة المجتمع:
وفي هذه المرحلة تطورت الأهداف القيادية من اهداف تركز على الاسره فقط إلي أهداف تهتم بالمجتمع الأكبر وصار قادة الرأي في العصور الأولي يمثلون قيادة تعليمية تربوية تشرف على التربية وتوجهها, وتعمل على بلورة ثقافة المجتمع وتعليم المهارات التي وصل إليها الإنسان عبر تاريخه الطويل.
وعند زيادة عدد المجتمعات على صورة قري زاد عدد الناس وتعقدت الحياة وأصبح ظهور المدينة ضرورة تفرضها حاجات الإنسان حيث ظهرت المدينة كمركز للأنشطة التجارية والإقتصادية ومن هنا ظهرت الانشطة المختلفة وظهرت الحاجة إلي قيادة تربوية تنقل التراث والتطبيع الإجتماعي إلي الصغار وسد حاجة هذه الأنشطة من الأيدي العاملة التي يحتاجها كل نشاط حسب كل تخصص في ذلك العصر.


د. قيادة التربية والدين
في المجتمعات القديمة ومن خلال رؤى وتصورات الحكماء والفلاسفة وجدت الكثير من الرؤى الفكرية عن طريق الكهنة والحكماء والفلاسفة لتغيير الحياة.
فكان ملجأهم في ذلك الكهنة والعرافين والفلاسفة فتحولت القيادة التربوية إلي هؤلاء الكهنة لتفسير الغموض الذي يحيط بالإنسان البدائي ويعكس به ظروف مجتمعه ومثله العليا أكثر مما يقدم ذلك التفسير الحقيقي للحياة كما فعلت الأديان السماوية بعد ذلك من لدن آدم ونوح عليهما السلام إلي خاتم الانبياء والمرسلين محمد بن عبد الله أفضل الصلاة وأزكي التسليم.
وهذه القيادات زرعت في عقولهم الأفكار الفلسفية وخاصة في عقول الناشئين كتفسيرات وتعليمات تناسب ظروف المكان والزمان الذي تظهر فيه.
ومن هنا عرفت الإداره القديمة كثيراً من القواعد والمبادئ والمفاهيم التي أسهمت في توضيح مفاهيم القيادة بمعناها العام والخاص.
وكثير من القيادات ظهرت نتيجة لتطور تاريخي ونلاحظ أن معظم المشكلات التي تواجه القيادة التربوية اليوم شبيهه بالمشكلات التي واجهت القادة التربويين في الماضي, فعلى سبيل المثال تبنت القيادة المصرية القديمة نمطاً يتناسب مع البيئة التي ظهرت فيها ومع نظام الحكم والمدينة البيروقراطية التي كانت سائدة لدي قدماء المصريين وأضافت الإدارة اليونانية والإدارة الرومانية مفاهيم أخري كديموقراطيه الإدارة ومبدأ تسلسل السلطة وأسلوب الهيئات الإستشاريه التي عرفتها الكنيسة الرومانية.
وعندما تطورت المدن والدول تدخلت الدول في قيادة التربيه, فقد سيطرت الدولة سيطرة كاملة على التربيه , فلم تعد هناك مدارس لا تديرها الدولة فقط بل وتصرف عليها وتدفع مرتبات معلميها وقد زاد دخل الدولة في شئون التربيه وزادت سيطرتها على إدارة التربيه.
أما في العصور الوسطي وخصوصا بعد سقوط الأمبراطورية الرومانية في الغرب سنة 476 م فقد كانت الكنيسة تمثل لونا من ألوان السلطة حيث سيطرت على شئون الناس الروحية وتمكنت من توجيههم وتشكيل فكرهم وأيديولوجيتهم من نهاية القرن الخامس وحتى القرن الثالث عشر الميلاديين وكانت المسئولة وحدها عن إدارة التربية فهي التي تنشئ المدارس وتحدد المناهج وتشرف على تنفيذها ويمكن ملاحظة ذلك من المساهمة الشهيرة لغير الكنيسة ما قام به ( شرلمان) حيمنا أصدر أوامره بتعميم التعليم وجعله مجانياً وبني العديد من المدارس. ( يوسف حسن, 1423, 2002م).
ثانياً: القيادة التربوية في الفكر الإسلامي:
لقد حدد الفكر الإسلامي في أساسه الديني ( حيث القرآن الكريم) المنطلقات الأولي للفكر التربوي , فقد وجدت التربية مع النظريات الأولي للإنسان فالله سبحانه وتعالي هو المعلم الأول ( وعلم آدم الأسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة فقال أنبئوني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين, قالوا سبحانك لا علم لنا إلا ماعلمتنا)
ومن هذا المنطلق فإن مفهوم القيادة التربوية في الشرق الإسلامي كان على العكس مع مفهوم تربيه الغرب تماما فالإنسان المسيحي يعمل للآخرة وحدها أما الإنسان المسلم يعمل للدنيا وللآخرة , فالدنيا هي مزرعة المسلم فهو يزرع في دنياه ما يجني ثماره في أخراه ولذلك فإن القرآن الكريم الذي نزل علي سيدنا محمد كان معلناً بدء الرسالة وتعتبر شعارها في نفس الوقت ( أقرأ بإسم ربك الذي خلق ) كما كان أحاديث الرسول صلي الله عليه وسلم كلها تؤكد على العلم والحث عليه.
فالعلماء ورثة الأنبياء ومن هنا فإن قيادة التربية اللامركزية في بداية الأمر كانت تعليم المسلم نفسه بنفسه وأن يعلم الآخرين في حلقات المساجد.
وأتسمت الإدارة في عهد الرسول عليه الصلاة والسلام بالبساطة حيث كان الرسول صلي الله عليه وسلم هو القائد ورئيس القادة كلهم وكان تعيين القيادات يقوم على التوثق من المهارات والنزاهة والإستقامة بالإضافة إلي تمتعهم بحسن الخلق وسعة العلم والجدارة والأمانة والقوة قال تعالي : ( إن خير من أستأجرت القوي الأمين)
وناقش كثير من العلماء إنشاء العديد من المدارس ومن هنا نجد أن من أهم النظريات القيادية في الفكر الإداري المعاصر والتي يتبناها الباحثون هي نظرية المدخل المشترك لكونه أقرب المداخل إلي المفهوم العام للمنهج الإسلامي وذلك فيما يخص توفر المقومات والعوامل الخارجية ( الموقفية والبيئية ) لظهور ونشأة القيادة ورغم هذا التوافق بين نظرية المدخل المشترك ومقتضي المفهوم العام للمقومات والشروط القيادية الإسلامية فإن هناك بعض الفروق والإختلافات ولعل من أبرزها: أن المدخل المشترك لم يحدد لنا تلك العوامل الخارجية غير الشخصية ( الموقفية والبيئية ) التي تسهم في ظهور وإستمرارية القيادة أو أختفاءها فهي عوامل غير واضحة متروك أمر تحديدها لطبيعة وظروف تلك المواقف البيئية المتغيرة والمتباينة ومع ذلك فإستمرارية أو عدم إستمرارية القائد يصبح رهناً بأي تغيرات موقفية وبيئية بينما نجد أن الشروط القيادية الإسلامية شروط ثابتة ومحدده وكلما كانت متوفرة ومتكاملة مع بعضها البعض فإن ذلك يؤدي إلي إستمرارية القائد في القيادة (يوسف حسن 1423هـ ؟ | 2002 م) .
أهمية القيادة التربوية في المؤسسات التعليمية
يعتبر النظام التربوي أحمد الأنظمة الإجتماعيه المهمة شأنه في ذلك شأن النظم الإجتماعية الأخرى, كالنظام الإقتصادي والإعلامي والسياسي وغيرها من النظم الإجتماعية. وبما أن المجتمعات البشرية تعيش ثورة إتصالات هائلة وتفجراً معرفياً متنامياً وتحولاً من مجتمعات مغلقة إلي مجتمعات متفتحة.
لقد أصبحت الإدارة التربوية في هذه الايام معقدة جداً فمجتمع اليوم يطلب من مدير المدرسة 2006 ) /تحمل مسئولية أكبر وتحقيق مستويات نجاح أعلي. ( على أحمد 1426هـ
تقوم القيادات التربوية في القطاع التعليمي بدور هام وفعال وذلك لتحقيق النجاح المرغوب وصولاً للأهداف التربوية والتعليمية. ويتوقف العطاء الفعال للإدارة التعليمية على ما تتمتع به القيادة فيها من وعى وإدراك فيما تقوم به من تخطيط لإستمراريته. ويدل على ذلك ما المحت اليه الدراسات التى تناولت العنصر الانسانى فى التنظيم من حيث التاهيل والخبرة . وتعتبر الكوادر القيادية فى مختلف مستويات الادارة التربوية العليا – الوسطى- التنفيذية ) احد المدخلات الرئيسية فى النظام التعليمى الذى لا ينصلح حاله ولا يستقيم امره ولا يحقق اهدافه بدون توفر الكوادر المؤهلة و المؤمنة برسالة التعليم الا ان مشكلة النظم التعليمية المعاصرة تكمن فى نقص العناصر القيادية المؤهلة المميزة بخصائص وسمات الفرد القادر على القيام بهذه المهمة . ( يوسف حسن 1423 – 2002 م )
تتجلى اهمية القيادة التربوية فى كونها الروح المحركة والفعالة التى تستمد ديناميكيتها وفعاليتها من شخص القائد الكفء والقادر على كدح شرارة الدافعية فيمن يعمل تحت سلطته ومسؤليته وتوجيه كل فعاليتهم نحو قيم العمل ووظائف المؤسسة التربوية . ( يوسف حسن 1423\2002م) نظريات القيادة التربوية :
يعيش العالم الان عصر الواقعية والحقائق والتفكير العقلانى والتنبؤات المبنية على اسس علمية ولذلك فهو يحتاج الى القائد الذى يملك حدود المعارف والاتجاهات اللازمة لاداء دوره بجانب الاستعداد والموهبة . وفى سبيل التوصل الى النمط القيادى والقيادة الافضل كان طبيعيا ان تصدر فيها اراء كثيرة وان تقوم حولها بحوث عديدة للوقوف على طبيعتها وابعادها ومقوماتها ومن هنا ظهرت العديد من النظريات . (قاسم بن عائل 1425\ 2004م) ويمكن فى هذا الصدد الاشارة الى ثلاثة مداخل رئيسية لنظريات القيادة التربوية :
 مدخل السمات.
 مدخل المواقف .
 المدخل المشترك.
يتميز المدخل الاول مدخل السمات بتفسيره لنشاة القيادة التربوية وانه يرجع ظهور القيادة الى شخصية القائد وسماته وخصائصه سواء كانت الجسيمة او التفسير او العقلية ويعتبر هذا المدخل من اقدم المداخل فى تفسيره لنظريات القيادة ومن اشهر هذه النظريات نظرية الامير – نظرية البطل – نظرية الرجل المتميز وتعود الجزور الاولى لنظرية الرجل العظيم الى عهود الاغريق والرومان بحيث كان الاعتقاد بان القادة يولدون قادة وانهم قد اعطو من الخصائص والسمات الجسمانية والعقلية والنفسية ما يعينهم على هذا ولقد اختلفت المواقف وتباينت فيما عدا ذلك حول ما هية تلك السمات والخصائص وأهمية كلا منها .( على احمد 1426 \ 2006 م ) .
مدخل المواقف ونظرياته عن حقيقة القيادة :
ولعل ابرز ما يميز هذا المدخل انه يرجع نشاة او ظهور القيادة الى عوامل خارجية غير ذاتية لا يملك القائد السيطرة الا على جزء قليل منها واحيانا لا يملك عليها اى سيطرة وعلى ذلك فان الاساس لظهور اى قيادة يعود الى طبيعة وظروف الموقف البيئي وما يحيط به وما يشمل من عوامل ومواقف وعناصر موقفية وبيئية هى بطبيعتها عرضة للتغير والتحول من فترة لاخرى ومن موقف لاخر ومن هنا فقد ساد الاعتقاد بان القادة هم نتاج موقف محدد او مواقف محددة وهذا بطبيعة الحال ادى الى ازدياد الابحاث والدراسات التى اخذت هذا الاتجاه ( على احمد 1426\ 2004م) وعلى الرغم من اختلاف القادة فى السمات نتيجة للعوامل والظروف الاجتماعية ومن خلال هذه الافكار والمنطلقات السابقة الذكر نشات نظريات مختلفة تعكس اختلاف المواقف حول تلك العناصر والعوامل البيئية الموقفية واهمية كلا منها ومن هذه النظريات نظرية التابعين ويرى دارسو هذه النظرية بان الافراد يميلون لتسليم زمام قيادتهم واتباع الشخص الذى يعتقدون ويتوسمون فيه ان لديه القدرة على تحقيق رغباتهم الشخصية ويحقق لهم اشباعا معينا لهذه الرغبات وانه اكثر حرصا على مصالحهم .
مدخل الموقف :
وتختلف هذه النظرية عن غيرها من النظريات السابقة حيث ترى ان السبب الرئيسي لظهور القيادة لا ينحصر فقط فى الاستجابة لاحتياجات ورغبات ومصالح الجماعة التابعة بل ترى ان هناك اسبابا اخرى مختلفة فلكل موقف متطلبات قيادية فالشخص الذي يملك قدرا من المهارات والقدرات التى تستجيب لمتطلبات هذه الابعاد والعناصر والعوامل الموقفية سيكون هو الافضل لتولى القيادة فى ظل هذا الموقف ومن هنا ستكون فرصته اكبر لتولى القيادة فى ظل هذا الموقف ومن هنا ستكون فرصته اكبر لتولى قيادة الجماعة . وهناك من يربط نمط القيادة فيتحدد بناء على طبيعته الظروف والمشاكل التى يجب ان تحل ولقد كان المخرج الذى اتبعه الفكر الادارى للخروج من هذه الجدلية التوفيق بين المدخلين السابقين ( مدخل السمات ومدخل المواقف ) ومن ثم عرف الفكر الادارى المدخل المشترك فى تفسير حقيقة القيادة ومقوماتها (يوسف حسن 1423).
المدخل المشترك ونظرياته عن حقيقة القيادة:
ينتمى تفسير هذا المدخل لحقيقة القيادة ونشاتها الى شخصية القائد وسماته وخصائصها وهناك من يرجعها الى عوامل وظروف خارجية ترتبط بطبيعة الظروف الاجتماعية البيئية . وقد اهتم هذا المدخل فى تفسيره للقيادة على دمج كلا من المدخلين السابقين وهما المدخل السمات والمواقف حيث يرى ان ظهور القيادة يتحدد على ضوء الموقف الذى يحدد المواصفات القيادية فى الافراد فى ظل الموقف وهذا يدل على انه ليس للموقف وحده وليس لتوفر الشخصية القيادية وحدها تاثير كبير فى ظهور القيادة وعلى ذلك نجد ان القيادة وفق هذا المدخل تتوقف على كل من الشخصية والموقف وظروفه وعلى التفاعل بينهما . ولقد ظهر هذا المدخل من خلال وجود عدة نظريات ومن هذه النظريات على سبيل المثال النظرية الموقفية الشخصية ومن خلال هذه النظرية وحتى نستطيع فهم القيادة فانه لابد من عدم اغفال تاثير التفاعل بين القائد وعناصر الموقف القيادى ولعل هذا هو الاساس فى هذا الاتجاه وهنالك علماء اخرين اهتمو بالجزيئات حيث نرى بعضهم قد اهتم بالسمات العملية والعاطفية والفكرية وفى ذلك الوقت كان اهتمامهم منصبا على الظروف الموقفية السائدة التى يتعامل معها الافراد وهناك من اهتم بتوضيح وظيفة القيادة وفق هذا التوجيه لمساعدة الجماعة على اكتشاف الوسائل والاساليب لتحقيق الاهداف المتفق عليها وهناك من يرى ان فهم حقيقة القيادة يتطلب الاهتمام بالتعرف على سمات ودوافع القائد كفرد وانسان وابرز خصائص الدور الذى يمارسه الانسان .
النظرية التفاعلية : ولقد اهتم اصحاب هذه النظرية بظهور ونشاة القيادة حيث اولوها معظم اهتمامهم وربطوها بمدى التكامل والتفاعل بين عدد من المتغيرات وهى تتمثل فى شخصية القائد وافراد الجماعة وطبيعتها وخصائصها والعلاقات بين افرادها والعوامل الموقفية فالقيادة تتجلى واضحة من خلال هذه النظرية حيث نجدها عبارة عن نتيجة لعملية تفاعل اجتماعى بين القائد والمتغيرات المشار اليها وهذه النظرية تعطى اهتماما بشخصية القائد ومدى فهمه للاخرين وفهم الاخرين له وادراك كلا من القائد والجماعة للموقف .
النظرية التبادلية فى القيادة : قاد هذا الاتجاه ونظرياته مجموعة من الباحثين المتخصصين فى الدراسات الادارية انطلاقا من الافتراض القائل بان التفاعل الاجتماعى ما هو الا تعبير عن نموذج من نماذج التبادل الذى يضحى فيه اعضاء الجماعة بجهودهم لصالح الاخرين مادام هناك اخرون يقومون بالتضحية لجهودهم لصالح اخرين ويستمر هذا التفاعل الاجتماعى داخل الجماعة ما دام اعضاؤها يحققون من وراء ذلك منافع متبادلة وهناك من يرى انه على قدر اسهام القائد ودوره المتميز فى تنمية اعضاء الجماعة ترتفع مكانته لديهم وفى المقابل فانه على قدر التزام اعضاء الجماعة وتعاونهم مع القائد ومعونته لهم .( يوسف حسن 1423\ 2002م ).

النظرية الوظيفية : طبقا لهذه النظرية تكون القيادة عملا يكون من شانه تكوين بناء تفاعلى يساهم فى تحقيق اهداف الجماعة بالعمل على تنظيم انشطتها والتنسيق بين ادوار الاعضعاء فيها وهناك من يرى ان الجماعة فى هذه الحالة تعيد ترتيب نفسها على صورة بناء قيادى يتحدد لكل عضو فيه دور ومركز يحتله من يقوم بالدور . ومن بين هذه الادوار دور القائد الذى يعطيه مركزه بين الجماعة كمساعدة لها على الاحتفاظ بتماسكها والقيام بوظائفها من خلال ممارسة كل عضو فيها للدور الخاص به وهذا يشير الى ان الجماعة نفسها هى التى اظهرت دور القيادى من خلال التنظيم الذى اعاد تشكيل نفسه لتكوينه ونعطى مثال على ذلك اصابع اليد التى تنتظم بطريقة معينة فتعطى القيادة للابهام او السبابة عند الكتابة وتقوم الاصابع الاخرى بدور المساند بينما تنتظم بطريقة اخرى مبتعدة عن السبابة الى اقصى مدى لتعطيه وحدة القيادة عند تناول المواد لتذوق الطعام بمعنى ان القيادة يبرزها الاعضاء والتابعون ( سامى سلطى 1425\ 2004م) .
من خلال استعراضنا لتلك النظريات نرى ان كل نظرية لها مؤيدون ومعارضون وقد اوضحت دراسات القيادة اختلاف وتباين مواقف نظريات القيادة من حقيقة القيادة وايضا من خلال العرض للنظريات نجد ان مدخل السمات وما اتبعه من نظريات تعمد اعتماد كلى على المدخل الفردى لشخصية القائد اما المدخل المشترك وما تبعه من نظريات يعتبر خليط من النظريات السابقة التى يمثل كل منها عنصرا من عناصر القيادة نجد انه من الصعب ان يقوم بمفرده كاساس لتفسير القيادة فاذا كان مدخل السمات يعتمد على شخصية القائد فحسب اما مدخل المواقف يعتمد فى تفسيره للقيادة على الجماعة التى يقودها القائد وليس على طبيعة القائد فان المدخل المشترك يقوم على التفاعل والتكامل بين كل عنصرمن العناصر السابقة التى تكون القائد وهى شخصية القائد والوظائف التى تقوم بها الجماعة والعلاقات القائمة بين افراد الجماعة والمواقف التى يواجهونها والحاجات التى يجب اشباعها عندهم ولعل المدخل المشترك ونظرياته هو الاقرب الى توجهات الباحثين وتبينها كمفهوم لدراسة القيادة التربوية وتحديد عناصرها ومقوماتها مع الاخذ فى الاعتبار ما اضافته الادبيات التربوية فى مجال الادارة من وجهة النظر الاسلامية .( يوسف حسن 1423\2002م)
انماط القيادة :
فى واقع الامر يصعب الحديث عن قائد يعكس سلوكه نمطا محددا فى كل المواقف وفى جميع الظروف فالمواقف احيانا فى حاجة الى قيادة ما الى الابتعاد عن نمطها الاعتيادى لتعالج احدى المشكلات بسلوك يعكس نمطا بمثابة النقيض ولكن هذا هذا السلوك يكون فى هذه الحالة خروجا على المالوف ادارة ازمات وليس نهجا عاما . (سامى سلطى 1425\2004م)
لما كانت القيادة فى جوهرها تعنى التاثير الذى يمارسه القائد فى مرؤسيه فان وسائل التاثير التى يستخدمها القائد لتوجيه مرؤسيه تعكس تباينا فى اساليب القيادة وانماطها .وتحدث كثير من الباحثين عن انماط القيادة واجرو عليها العديد من التجارب ولكنهم توصلو ولاحظو اختلاف بين المجموعات الثلاث فى الجو الاجتماعى والسلوك والانجازات .( على احمد1426 \ 2006م)
يشهد العالم المعاصر حركة تغيير وتطوير هائلة وسريعة فى كافة المجالات مما يتطلب من المنظمات التربوية العمل على استيعابها ومواكبتها وفى هذا الاتجاه يؤكد كثير من علماء الادارة التربوية ان عملية التغيير الادارى اصبحت من متطلبات تقدم وتطور المنظمات التربوية ومواجهة التحديات الحالية والمستقبلية بكفاءة وفعالية .(قاسم بن عائل 1425\2004م).

ونستعرض بعض الانماط القيادية باختصار
القيادة الاوتوقراطية (الديكتاتورية ): ومن السمات التى تميز سلوك القائد ذى الميول الاوتقراطية انه يتخذ من سلطته الرسمية اداة تحكم وضغط على مرؤسيه لاجبارهم على انجاز العمل وعلى ذلك فهو يركز كل السلطات فى يده ويحتفظ لنفسه بالقيام بكل صغيرة وكبيرة بمفرده ويصدر اوامره وتعليماته التى تتناول كافة التفاصيل ويؤكد على اطاعة مرؤوسيه .(على احمد 1426\2006م)
ونرى ان هذه القيادة تمثل الممارسات التى ينفذها القائد فى مدرسته وهو اسلوب يتمثل فى جعل السلطة والقرار فى يدهولا يسمح لغيره من العاملين معه بالمشاركة ويمكن وصف القائد الاوتوقراطى بانه نشيط وفعال ويشتغل بعزم الا ان هذا النوع من القيادة به شيء من حب النفس ولكن بالرغم من ذلك فان هذا النوع من القائد ليس متسلطا على مرؤوسيه كقائد دكتاتورى وانما هو فعال فى اقناع العاملين بما يريده منهم ان يفعلوه ويقوم هو بكل اعمال التخطيط والتنظيم والعاملين عليهم ان ينفذوا ولا يهتم بالعلاقات الانسانية ويعمل على قتل الابتكار والابداع وانعدام روح التعاون والالفة والمحبة بين اعضاء المجتمع المدرسي .
القيادة الديمقراطية : ويختلف هذا النوع من القيادة اختلافا تاما عن النوع الاول وهو عكس الديكتاتورية حيث تتميز القيادة الديكتاتورية بمركزية السلطة المطلقة وانجاز وتحقيق الاعمال من خلال جو يسوده التهديد والاجبار مما ادى الى خلق نوع من الخوف والرعب (قاسم بن عائل 1425\ 2004م) وفى هذا النوع يتصرف القائد بلباقة وود مع مرؤوسيه ويستخدم المرونة فى جميع المشكلات التى تواجه العمل ويرى هذا القائد ان المشاركة فى صنع القرارات وسيلة مجدية وهى تخلق فيهم شعور المشاركة فاذا نظرنا الى كلمة ديموقراطية نجد انها من اصل يونانى ومكونة من كلمتين (ديموس) وتعنى الشعب و(كراتوس ) وتعنى السلطة ولهذا فهى تعنى سلطة الشعب او حكم الشعب وفى ظل هذه القيادة نجد ان الجماعة هى التى تقوم باختيار القائد ويشارك القائد الافراد فى وضع الاهداف والتخطيط والتنفيذ ولهذا فاننا نجد بينهم روح المحبة والتعاون وتسودهم الاعلاقات الطيبة ونرى ان هذا النوع من القيادة هو افضل نوع حيث يقومعلى احترام شخصية الفرد كما يقوم على حرية الاختيار والاقناع وان القرار يكون فى النهاية بحكم الاغلبية من غير تسلط او خوف ومن اهم السمات والخصائص المميزة لهذا النمط انه يعتمد على العلاقات الانسانية السليمة والمشاركة فى تفويض السلطة وتشكل هذه مجموعة مرتكزات اساسية للقيادة الديموقراطية منها تنمية العلاقات الانسانية والمشاركة فى صنع القرار وتفويض السلطة .
القيادة الفوضوية : يعد هذا النوع معاكس تماما للنمط الاوتوقراطي فاذا كان هناك غياب لاى قيادة حقيقية وكل فرد حر فى اداء العمل كما يرضيه وغلب على هذه القيادة طابع الفوضي وسلبية القائد حيث ان هذا النوع من القيادة لا تحكمه القوانين او سياسات محددة او اجراءات ويتميز هذا النمط من السلوك القيادى بعدم تدخل القائد فى مجريات الامور ولا يعطى توجيهاته او ارشااداته للعاملين اطلاقا الا اذا طلب منه ذلك فهى قيادة تترك للافراد حرية مطلقة فى التصرف والعمل دون اى تدخل من جانب القائد وظهر مثل هذه القيادات فى المنشات الاقتصادية فى اوربا بعد الثورة الصناعية ومقاومة هذه المنشات للتدخل الحكومى فى الشئون الاقتصادية ان هذا النوع من القيادة يسمى بالقيادة الفوضوية وذلك لان القائد يتخلى عن دوره فى التوجيه وتحمل المسؤولية والمتابعة فكنه قد فوض للتابعين الصلاحيات والمسئوليات كاملة وقام هو بدور الوسيط باحاطة التابعين بالاهدف وامدادهم بالمعلومات وترك المبادرة لهم فى التصرف والاكتفاء بنقل صورة عن نتائج العمل الى السلطة العليا لتتخذ قراراتها كما تراه مناسبا بمهنى تبنى سياسة عدم التدخل (سامى سلطى 1425\2004م) وهناك انواع اخرى من القيادات مثل القيادة الحلريصة وهذا الاتجاه يعد الاقرب الى الاتجاه القيادى بالمشاركة وهذا الاتجاه يكون مناسبا عندما يستعمل فى تحقيق توجيه وظيفى لان القائد يسال الاخرين لتحقيق تحسنات الاداء بينما يظهر هو درجة مساوية من الاحترام .
القيادة الخلقية : ويهدف هذا النوع الى زيادة الحساسية لصحة وسلامة القرارات وزيادة المشاركة فى اتخاذها وزيادة الاتصال والعلاقات الجيدة بين اعضاء المجتمع والمدرس ويقوم الدور القيادى لمدير المدرسة فى هذا الاتجاه على التاثير على العاملين من خلال تبنى نظام للقيم الخلقية .
القيادة الواقعية : نطلق هذه القيادة من مقولة انه لا توجد هناك اجابات مقننة ولا حلول جاهزة ولا طريقة مثلى فى التعامل مع القضايا والمشاكل والهموم التى يعيشها النظام التربوى سواء كان التعامل مع المعلمين ام الطلاب ام المناهج ام المنهج اوغيره ان القيادة الواقعية تقوم على منظومة من مسلمات الشورى والديمقراطية واذ انها لم تنشا من فراغ وانما هى فى جوهرها محاولة للمزج المتوازن بين مكونات متغيرات هى الهدف والاستبصار فهى قيادة لها بنيتها ووسائلها .
القيادة الفعالة : ويعتبر هذا الاتجاه احد اهم الاسباب لنجاح اى منظومة او فشلها فهى تؤثر على كفاءة العاملين بالمنشاة ومن ثم كفاءة المنشاة ككل وكذلك القدرة على التاثير المتبادل بين القادة والتابعين والعلاقات الجيدة بينهم والتى تقوم على الثقة والحترام المتبادل والدور القيادى داخل المنشاة التربوية له اهمية كبيرة فى التاثير فى كافة جوانب المدرسة وفى العاملين
القيادة بالاهداف : ان هذا الاتجاه القيادى الذى يستعمل وبشكل واسع ومتعدد التقنيات يعتبر شكل من اشكال التفويض ولدى هذا الاتجاه نوع من التوجيه الوظيفى القوى هو ان تكون الاهداف واضحة لدى جميع العاملين المعنيين بتحقيق هذه الاهداف المحددة . (قاسم بن عائل 1425\2004م)

طبيعة القيادة التربوية:
لقد مارس كثير من الافراد فى فترات كثيرة من حياتهم نوعا من القيادة التربوية فكل من مدير المدرسة والمشرف الفنى والمعلم والاباء قومون بادوار قيادية ولكنه من الصعب احداث التغيير المنشود او التطوير المنشود او التطوير فى غياب القيادة التربوية الفعالة ويعتبر هذا النوع من القيادة هو محط اهتمام كلا من الباحثين والمسؤولين عن التعليم فى الوقت الحاضر ونج اختلافا واضحا فى تحديد طبيعة القيادة التربوية حيث يري البعض ان القيادة عمل صعب يقابل بتحديات تتعلق بامور كثيرة منها مرعاة الديمقراطية فى الحياة المدرسية التلى تعتمد اعاتماد كامل على النظام المفتوح وتعزيز وتنمية العملية التعليمية ودور المدرسة فى الاطار الاجتماعى فى البيئة والقيادة الادارية نفسها بتعدد مستوياتها وممارستها داخل المدرسة .ولهذا فالقيادة عمل مرهف وحساس يحتاج الى عديد ومزيج من الاصرار على استمرار النظام وتحقيق الاهداف وعلى الرغم من هذه الاراء حول طبيعة القيادة التربوية الا ان هناك عديدا من الدراسات اكدت بوضوح حقيقة العلاقة الايجابية بين طبيعة او نوعية القيادة وفعالية المدرسة فى تحقيق اهدافها فهى تتميز بفعالية مستمرة وتعبر عن علاقة الشخص 1بالاخر وهى بمثابة العلاقة بين الرئيس والمرؤوسين ومن خلال هذه العملية يمكن للرئيس ان يؤثر من خلال دوره القيادى على سلوك الافراد تاثيرا مباشرا وكذلك يمكن للمرؤسين تقديم المعلومات الضرورية لقرارت المدير ولقد مرت الابحاث بثلاثة مراحل متميزة عن طبيعة القيادة التربوية الفعالة وهى :
مرحلة دراسة السمات الشخصية للقائد : لقد اختلف الباحثون فى تحديد عدد السمات الشخصية التى تميز القائد الفعال وظهرت مشكلة وجود عدد غير محدد من السمات التى تصف القادة وكذلك لم يتفق الباحثون على السمات الاكثر اهمية للقائد وبالرغم من ذلك توجد بعض السمات المشتركة التى يظهرها عدد من القادة دون غيرهم فى بعض المواقف القيادية وهذه السمات تتمثل فى الذكاء النضج الاجتماعى – الدافع الداخلى – قوى داخلية للانجاز والاتجاه الايجابى فى العلاقات الانسانية وفى التعامل مع الاخرين وانكار الذات والاحساس بالمهمة وسمو الشخصية .
مرحلة دراسة سلوك القادة : تعتبر هذه المرحلة نقطة تحول فى نوعية الدراسات والابحاث حيث نجد ان اتجاه الباحثين قد تغير من دراسة السمات الى دراسة سلوك القادة فى محاولة لتجديد اتجاهات القيادة الفعالة على اساس ان مؤشر القيادة الفعالة غير موجود بصفة قاطعة فى سمات القائد ولكن قد يوجد فى نمط معين من سلوك القائد القابل للتحليل والتعليم .

مرحلة دراسة عوامل الموقف التربوى :
لقد بدا الاهتمام بالدراسة العلمية المنظمة لموضوع المتغيرات فى اطار المواقف القيادية وقد انعكس هذا فى محاولة تعريف القيادة بعدد من المتغيرات المرتبطة بموقف القيادة حيث حدد بعض الباحثين ان المواقف القيادية يمكن تعريفها بثلاث متغيرات اساسية هى نوعية العلاقات بين القائد والعاملين ودرجة وضوح عمل المجموعة ومدى استخدام السلطة الوظيفية للقائد وهناك من يري ان للقيادة التربوية دور من الممكن تعلمه وممارسته فى المواقف المدرسية ويحدد اربع مهارات يمكن تعلمها وممارستها فى المواقف التربوية هى :
 كيفية السلوك الشخصى تجاه الاخرين
 نوعية الاتصال المناسب لفهم الاخرين موضوع الاتصال
 مراعاة العدالة بين الافراد فى المجموعة القيادية
 تنظيم جيد للعمل وتنسيق الجهود التى تؤدى لتحسين العمل .(قاسم بن عائل 1425\2004م).
مهارات القائد التربوى
لقد علمنا ان القيادة لا تتم الا من خلال قائد فهو بمثابة المرشد والمعلم الذى يوجه ارشاداتهالى مرؤوسيه ويجدر بنا هنا التحدث عن مهارات القائد وقبل ذلك يجب ان نتعرف على معنى كلمة قائد فى اللغة العربية فكلمة قائد فى اللغة من قود نقيض السوق فالسوق من خلف والقود من امام وقاد الشىء معناه جره من خلفه فهو قائد وجمعها قادة والقيادة مصدر القئاد ويقال فلان سلس القيادة اى يتبعك على هواك .( مفيدة محمد 1417ه \1997م)
ان نجاح القائد التربوى يتطلب توافر مجموعة من المهارات الاساسية التى تعد واجبة للادارى الناجح حيث يتوقف نجاح الادارى على مدى وجود وتوافر هذه المهارات ولا يشترط توافر هذه المهارات فقط بل لابد من قدرته على توظيفها عمليا اثناء ممارسته لاعماله وتعامله مع الاخرين .وهذه المهارات تتمثل فى :

المهارات الفنية : ان هذه المهارات فهما ودراية وكفاية فى مجال معين من النشاطات المتخصصة كذلك التى تتصل بالاساليب والعمليات والاجراءات التعليمية التعلمية ووضع خطة لنظام الاتصال التربوى وتفويض السلطة وتنظيم الاجتماعات وادارة الوقت فمتى توافرت مثل هذه المهارات وتم توظيفها التوظف الامثل فانها بطبيعة الحال ستنعكس على الاداء الجيد والانتاجية داخل المؤسسة التربوية وهناك سمات وقدرات ترتبط بالمهارات الفنية للقائد منها قدرته على تحمل المسئولية وفهمه العميق للامور الى جانب الحزم والايمان بالهدف الذى يسعى من اجله ومن اهم هذه السمات الثقة بالنفس والقدرة على الانجاز والرغبة فى اداء الواجبات واتخاذ القرارات المناسبة وتقبل النقد والاعتماد على النفس وهذا لا يعنى ان يكون القائد متخصصا فى كل العلوم بل عليه ان يكون علم علم بشئ من هذه العلوم والمعارف الانسانية وان من اهم الخصائص المميزة للمهارات الفنية كونها اكثر تحديدا من غيرها ن المهارات الاخري من حيث وضوحها عند اداء القائد لعمله وتميزها بالمعرفة والمهارة فى تحليل وتبسيط الاجراءات عند انجاز العمل والقدرة على تحرى الفرص المناسبة للاتصال الفعال مع اطراف العملية التربوية وتقديم المعرفة لهم وتشجيع العاملين وحفزهم والثناء علي من يستحق منهم .
المهارات الانسانية :
اذا كانت المهارة الفنية تعنى بفهم اساليب العمل واتقانه وفهم اجراءته ولوائحه فان المهارة الانسانية تعنى بدرجة كبيرة بفن التعامل مع الناس وتنسيق جهودهم وخلق روح التعاون الجماعى بينهم . وتعرف هذه المهارة بانها مقدرة المسئول التربوى على التعامل الفعال والسلوك كعضو فى جماعة وكعنصر فعال فى تنمية الجهود التشاركية ضمن الفريق الذى يتولى قيادته ويتصف القيادى المتمتع بمهارات انسانية متطورة بانه انسان يعرف نفسه ويعرف نقاط ضعفها وقوتها فهو مدرك لاتجاهاته ومسلماته واثق بمقدرته على التعامل مع الافكار وان القائد التربوى يفترض فيه ان يعيش هذه المهارات الانسانية بشكل يجعله جزء غير منفصل عن كيانه وعليه ان يجعل من نفسه قدوة ومثلا يحتذى به .
ان الانسان دائما بحاجة الى الاشادة بجهوده وابراز انتاجه وتقبل اقتراحاته وتشجيع اتجاهات الابداع والابتكار لديه مما يدفعه للتقدم والانجاز وللعلاقات الانسانية ثلاثة اهداف هى :
 تحقيق التعاون والمشاركة مع العاملين
 حفز الافراد على العمل
 اشباع حاجات الافراد الاقتصادية والنفسية والاجتماعية
وتتطلب المهارة الانسانية ان يكون القائد مدركا بوعى لميول اتجاهات العاملين ومتقبلا لاقتراحاتهم لاظهار روح الابتكار لديهم وباعثا على الاطمئنان وملبيا لطلباتهم واشباع حاجاتهم ومتفهما لمشاعر العاملين وثقته بهم .
المهارات الاداركية التصورية :
ان المهارات الادراكية للقائد التربوى تكمن فى رؤيته رؤية منظمة عن الأمور كلها, وعن تفهمه وإدراكه لشبكة العلاقات التي تربط بين وظائفها ومكوناتها الفرعية المتنوعة إن هذه المهارة تمثل للقائد التربوي قدرته على إدارة القضايا والموضوعات والمشكلات التربوية سواء من حيث المنهج أو الأنشطة التربوية أو أهداف المدرسة ومدي إتفاقها مع السياسة والأهداف العليا للمجتمع. هناك بعض العوامل المهمة التي تؤثر في العمليات الإدراكية لدي الأفراد منها:-
1- بيئة الفرد سواء كانت إجتماعية أو مادية.
2- الرغبات والحاجات التي يشعر بها الفرد.
3- التركيب الفسيولوجي للفرد.
4- التجارب والخبرات الماضية للفرد.
إن الأهمية النسبية لهذه المهارات تكمن في أنها تساعد على تجويد أداء المسئولين التربويين وتجعل من قراراتهم أكثر واقعية وقابلية للنجاح وهذا يدل على أن المهارات الإدراكية تحمل في طياتها شيئا من المهارات الفنية, ولابد أن يصاحبها أيضا لمسات من المهارات الإنسانية.
ولكن يمكن القول أن المهارات الفنية تحتل مكان الصدارة في الأهمية بالنسبة لإداري المستوي الإجرائي في النظام التربوي وهي أكثر حساسية لهم لانها تعد وتعتبر أمراً ضروريا ولازما.
بينما نلاحظ أن المهارات الإنسانية مهمة للقائد التربوي داخل المدرسة ولكل من يتعامل معهم بشكل مباشر, أما المهارات الإدراكية التصورية فهي مهمة لمن يتولون مراكز قيادية عليا في النظام حتى يتمكنوا من إتخاذ قرارات قابلة للتفعيل.
ومن خلال ماسبق يمكن القول أن أهمية مهارات القائد التربوي تكمن في بلوغ وتحقيق أهداف العمل التربوي ورفع الإنتاجية والأداء وكذلك تحقيق أهداف العاملين

هناك تعليق واحد: